[center[size=24]]* الســــــــــــــــــلام عليكـــــــــــــــــــــم *
قصة سيدنا زكريا ويحيى ..(علية السلام)
* كفالة زكريا لمريم وطلبه للولد *
قال الله تعالى فى كتابه العزيز: بسم الله الرحمن الرحيم: (كهيعص (1) ذكر رحمت ربك عبده زكريا (2) إذ نادى ربه نداء خفيا (3) قال رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبًا ولم أكن بدعائك رب شقيا (4) وإنى خفت الموالى من ورائى وكانت امرأتى عاقرًا فهب لى من لدنك وليًا (5) يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيًا) (مريم:1-6). قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر فى كتابه التاريخ المشهور الحافل: زكريا بن برخيا، ويقال زكريا بن دان، ويقال: زكريا بن لدن بن مسلم بن صدوق. ويقال فيه زكريا بالمد والقصر، ويقال: زكرى أيضاَ. والمقصود: أن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقص على الناس خبر زكريا عليه السلام وما كان من أمره حين وهبه الله ولدًا على الكبر وكانت امرأته عاقرًا وقد أسنت أيضًا حتى لا ييأس أحد من فضل الله تعالى ورحمته فقال تعالى: (ذكر رحمت ربك عبده زكريا (2) إذ نادى ربه نداءً خفيًا). قال قتادة عند تفسيرها: إن الله يعلم القلب النقى، ويسمع الصوت الخفى. وقال بعض السلف: قام من الليل فنادى ربه مناداة أسرها عمن كان حاضرًا عنده مُخَافَتَةً فقال: يا رب. يا رب. يا رب فقال الله تعالى: (لبيك. لبيك. لبيك). (قال رب إنى وهن (ضعف) العظم منى واشتعل الرأس شيبًا). بأن غلب سواد الشعر بياضه، وصرت فى أشد الحاجة إلى من يساعدنى. (ولم أكن بدعائك رب شقيا). أى ما عودتنى فيما أسألك إلا الإجابة، وكان الباعث له على هذه المسألة أنه لما كفل مريم بنت عمران بن ماثان، وكان كلما دخل عليها محرابها وجد عندها فاكهة فى غير أوانها وهذه من كرامات الأولياء، فرجا من الرازق للشئ فى غير أوانه أن يكرمه وأن يرزقه ولدًا وإن كان قد طعن فى سنه (هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لى من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء) (آل عمران:3، وقال: (وإنى خفت الموالى (أقربائى) من ورائى وكانت امرأتى عاقرًا). كأنه خاف من تصرف عصبته من بعده فى بنى إسرائيل بما لا يوافق شرع الله وطاعته فسأل وجود ولد من صلبه يكون برًا تقيًا مرضيا. ولهذا قال: (فهب لى من لدنك وليا (4) يرثنى). أى فى النبوة والحكم فى بنى إسرائيل (ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا). يعنى كما كان آباؤه وأسلافه من ذرية يعقوب أنبياء فاجعله مثلهم فى الكرامة التى أكرمتهم بها من النبوة والوحى وليس المراد ههنا وراثة المال كما زعم ذلك من زعمه من الشيعة ووافقهم ابن جرير ههنا، وحكاه عن أبى صالح من السلف. فجاءته الملائكة قائلة: (يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميًّا) (مريم:7). كما قال تعالى: (فنادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقًا بكلمة من الله وسيدا وحصورًا ونبيًا من الصالحين) (آل عمران: 39). فلما بشر بالولد وتحققت البشارة شرع يستعلم على وجه التعجب عن وجود الولد والحالة هذه (قال رب أنى يكون لى غلام وكانت امرأتى عاقرًا وقد بلغت من الكبر عتيًا) (مريم:. أى كيف يوجد ولد من شيخ كبير؟ قيل: كان عمره إذ ذاك سبعًا وسبعين سنة. والأشبه والله أعلم أنه كان أسن من ذلك (وكانت امرأتى عاقرًا) يعنى وقد كانت امرأتى فى حال شبيبتها عاقرًا لا تلد. والله أعلم. فقال له الملك الذى يوحى إليه بأمر ربه (كذلك قال ربك هو على هين) (مريم:9) أى سهل يسير عليه (وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا) أى أوجدتك بعد أن لم تكن شيئًا مذكورًا، أفلا أوجد منك ولدًا وإن كنت شيخًا. وقال تعالى: (فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) (الأنبياء:90) ومعنى إصلاح زوجته: أنها كانت لا تحيض فحاضت. وقيل: كان فى لسانها شئ. أى بذاءة. (قال رب اجعل لى آية) أى علامة على الوقت الذى تحمل فيه منى امرأتى بهذا الولد المبشر به. (قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا) يقول: علامة ذلك أن يعتريك سكوت لا تنطق معه ثلاثة أيام إلا رمزًا وأنت فى ذلك سوى الخلق صحيح المزاج معتدل البنية، وأمر بكثرة الذكر فى هذه الحال بالقلب واستحضار ذلك بفؤاده بالعشى والإبكار، فلما بشر بهذه البشارة خرج مسرورًا بها على قومه من محرابه (فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيًا) (مريم:11). والوحى ههنا هو الأمر الخفى إما كتابة أو إشارة. قال مجاهد وعكرمة ووهب والسدى وقتادة: اعتقل لسانه من غير مرض. وقال ابن زيد: كان يقرأ ويسبح ولكن لا يستطيع كلام أحد
* ولادة يحيى وسبب قتله *
قال تعالى: (يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيًا) (مريم:12). يخبر تعالى عن وجود الولد وفق البشارة الإلاهية لأبيه زكريا عليه السلام وأن الله تعالى علمه الكتاب والحكمة وهو صغير فى حال صباه. قال عبد الله بن المبارك: قال معمر: قال الصبيان ليحيى بن زكريا: اذهب بنا نلعب. فقال: ما للعلب خُلِقنا. قال: وذلك قوله تعالى: (وآتيناه الحكم صبيًا) وأما قوله: (وحنانًا من لدنا) فعن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة والضحاك. حنانًا: أى رحمة من عندنا رحمنا بها زكريا فوهبنا له هذا الولد. وعن عكرمة (وحنانًا) أى محبة عليه. ويحتمل أن يكون ذلك صفة لتحنن يحيى عليه السلام على الناس ولا سيما على أبويه وهو محبتهما والشفقة عليهما وبره بهما. وأما الزكاة فهى طهارة الخلق وسلامته من النقائص والرذائل، والتقوى طاعة الله تعالى بامتثال أوامره وترك زواجره. ثم ذكر تعالى بره بوالديه وطاعته لهما أمرًا ونهيًا وترك عقوقهما قولا وفعلاً فقال: (وبرًا بوالديه ولم جبارًا عصيًا) (مريم:14). ثم قال تعالى: (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيًا) (مريم: 15). هذه الأوقات الثلاثة أشد ما تكون على الإنسان فإنه ينتقل فى كل منها من عالم إلى عالم آخر فيفقد الأول بعد ما كان ألفه وعرفه، ويصير إلى الآخر ولا يدرى ما بين يديه، ولهذا يستهل صارخًا إذا خرج من بين الأحشاء، وفارق لينها وضمها وينتقل إلى هذه الدار ليكابد همومها وغمها، وكذلك إذا فارق هذه الدار، وانتقل إلى عالم البرزخ بينها وبين دار القرار، وصار بعد الدور والقصور إلى عرصة الأموات سكان القبور، وانتظر هناك النفخة فى الصور ليوم البعث والنشور فمن مسرور ومحبور، ومن محزون ومثبور، وما بين جبير وكسير، وفريق فى الجنة وفريق فى السعير. ولما كانت هذه المواطن الثلاثة أشق ما تكون على ابن آدم سلم الله تعالى على يحيى عليه السلام فى كل موطن منها. قال سعيد بن أبى عروبة عن قتادة أن الحسن قال: إن يحيى وعيسى التقيا فقال له عيسى: استغفر لى أنت خير منى فقال له الآخر: استغفر لى أنت خير منى فقال له عيسى: أنت خير منى سلَّمت على نفسى وسلَّم الله عليك فعُرف والله فضلهما. قال إسرائيل عن أبى حصين عن خيثمة قال: كان عيسى ابن مريم، ويحيى بن زكريا ابنى خالة وكان عيسى يلبس الصوف، وكان يحيى يلبس الوبر ولم يكن لواحد منهما دينار ولا درهم ولا عبد ولا أمة، ولا مأوى يأويان إليه أينما جنهما الليل أويا فلما أرادا أن يتفرقا قال له يحيى: أوصنى قال: لا تغضب. قال: لا أستطيع إلا أن أغضب. قال: لا تَقْتَنِ مالاً. قال: أما هذه فعسى. وقال الإمام أحمد: حدثنا عثمان أنبأنا أبو خلف موسى بن خلف، وكان يُعدُّ من البدلاء. حدثنا يحيى بن أبى كثير عن زيد بن سلام عن جده ممطور عن الحارث الأشعرى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى أوحى إلى يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن ويأمر بنى إسرائيل أن يعملوا بهن فكأنه أبطأ بهن، فأتاه عيسى فقال: إن الله تعالى أمرك بخمس كلمات أن تعمل بهن وتأمر بنى إسرائيل أن يعملوا بهن، فإما أن تخبرهم وإما أن أخبرهم، فقال: يا أخى لا تفعل فإنى أخاف إن سبقتنى بهن أن يُخْسَفَ بى، أو أُعذب، قال: فجمع بنى إسرائيل ببيت المقدس حتى امتلأ المسجد، وقعدوا على الشرفات ثم خطبهم فقال: إن الله تعالى أوحى إلى بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمر بنى إسرائيل أن يعملوا بهن. أولهن: لا تشركوا بالله شيئًا. فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهب أو وَرِق، ثم أسكنه دارًا فقال: اعمل وارفع إلى فجعل يعمل ويرفع إلى غير سيده، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك، فإن الله خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئًا، وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإن الله تعالى يقبل بوجهه إلى عبده ما لم يلتفت، وأمركم بالصيام، ومثل ذلك كمثل رجل فى عصابة معه صرة مسك، كلهم يجب أن يجد ريحها، وإن الصيام أطيب عند الله من ريح المسك. وأمركم بالصدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقربوه ليضربوا عنقه، فجعل يقول: هل لكم أن أفدى نفسى منكم، وجعل يعطى القليل والكثير حتى فدى نفسه. وأمركم بذكر الله كثيرًا. ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعًا فى أثره حتى أتى حصنًا حصينًا فأحرز نفسه (حصَّنها) فيه، وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله تعالى)، الحديث رواه الترمذى والنسائى ببعضه، وابن خزيمة فى صحيحه واللفظ له، وابن حبان فى صحيحه، والحاكم وقال: صحيح على شرط البخارى ومسلم. قال الترمذى: حديث حسن صحيح. قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأنا آمركم بخمس أمرنى الله تعالى بهن: بالجماعة، والسمع والطاعة، والهجرة، والجهاد فى سبيل الله، فإن من خرج عن الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من حثا جهنم. قالوا يا رسول الله: وإن صام وصلى؟ قال: وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم، ادعوا المسلمين بأسمائهم بما سماهم الله عز وجل المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل. ثم روى الحافظ ابن عساكر من طريق عبد الله بن أبى جعفر الرازى عن أبيه عن الربيع بن أنس قال: ذكر لنا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما سمعوا من علماء بنى إسرائيل أن يحيى بن زكريا أرسل بخمس كلمات، وذكر نحو ما تقدم. وقد ذكروا أن يحيى عليه السلام كان كثير الانفراد عن الناس إنما كان يأنس إلى البرارى ويأكل من ورق الأشجار، ويرد ماء الأنهار ويتغذى بالجراد فى بعض الأحيان ويقول: من أنعم منك يا يحيى؟. وروى ابن عساكر أن أبويه خرجا فى تطلبه فوجداه عند بحيرة الأردن فلما اجتمعا به أبكاهما بكاءً شديدًا لما هو فيه من العبادة والخوف من الله تعالى. وقال ابن وهب عن مالك عن حميد بن قيس عن مجاهد قال: كان طعام يحيى بن زكريا العشب وإن كان ليبكى من خشية الله تعالى حتى لو كان القار على عينيه لخرقه. وقال محمد بن يحيى الذهلى: حدثنا أبو صالح حدثنا الليث حدثنى عقيل عن ابن شهاب قال: جلست يومًا إلى أبى إدريس الخولانى وهو يقص فقال: ألا أخبركم بمن كان أطيب الناس طعامًا فلما رأى الناس قد نظروا إليه قال إن يحيى بن زكريا أطيب الناس طعامًا؟ إنما كان يأكل مع الوحش كراهة أن يخالط الناس فى معايشهم. وقال ابن المبارك عن وهيب بن الورد قال: فقد زكريا عليه السلام ابنه يحيى ثلاثة أيام فخرج يلتمسه فى البرية فإذا هو قد احتفر قبرًا وأقام فيه يبكى على نفسه فقال: يا بنى أنا أطلبك من ثلاثة أيام وأنت فى قبر قد احتفرته تبكى فيه فقال: يا أبت ألست أنت أخبرتنى أن بين الجنة والنار مفازة لا تقطع إلا بدموع البكائين فقال له: ابك يا بنى فبكيا جميعًا، وهكذا حكاه وهب بن منبه ومجاهد بنحوه. وروى ابن عساكر عنه أنه قال: إن أهل الجنة لا ينامون للذة ما هم فيه من النعيم فكذا ينبغى للصديقين أن لا يناموا لما فى قلوبهم من نعيم المحبة لله عز وجل ثم قال: كما بين النعيمين وذكروا أنه كان كثير البكاء حتى أثر البكاء فى خديه من كثرة دموعه. سبب قتل يحيى عليه السلام ذكروا فى قتله أسبابًا من أشهرها: أن بعض ملوك ذلك الزمان بدمشق كان يريد أن يتزوج ببعض محارمه أو من لا يحل له تزويجها فنهاه يحيى عليه السلام عن ذلك فبقى فى نفسها منه. فلما كان بينها وبين الملك ما يحب منها استوهبت منه دَمَ يحيى عليه السلام فوهبه لها فبعثت إليه من قتله وجاء برأسه ودمه فى طشت إلى عندها فيقال: إنها هلكت من فورها وساعتها. وقيل: بل أحبته امرأة ذلك الملك وراسلته فأبى عليها فلما يئست منه تحيلت فى أنه استوهبته من الملك فتمنع عليها الملك ثم أجابها إلى ذلك فبعث من قتله وأحضر إليها رأسه ودمه فى طشت. وقد اختلفوا فى مكان قتل يحيى بن زكريا عليهما السلام. هل كان فى المسجد الأقصى أم فى غيره؟ فقال الثورى عن الأعمش عن شمر بن عطية قال: قتل على الصخرة التى ببيت المقدس سبعون نبيًا منهم يحيى بن زكريا عليهما السلام. وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: قدم بختنصر دمشق فإذا هو بدم يحيى بن زكريا يغلى فسأل عنه فأخبروه فقتل على دمه سبعين ألفًا فسكن. وهذا إسناد صحيح إلى سعيد بن المسيب وهو يقتضى أنه قتل بدمشق وأن قصة بختنصر كانت بعد المسيح عليه السلام كما قاله عطاء والحسن البصرى. وروى الحافظ ابن عساكر من طريق الوليد بن مسلم عن زيد بن واقد قال: رأيت رأس يحيى بن زكريا حين أرادوا بناء مسجد دمشق أخرج من تحت ركن من أركان القبلة الذى يلى المحراب مما يلى الشرق فكانت البشرة والشعر على حاله لم يتغير، وفى رواية: كأنما قتل الساعة. وقد روى الحافظ ابن عساكر (فى المستقصى فى فضائل الأقصى) من طريق العباس بن صبح عن مروان عن سعيد بن عبد العزيز عن قاسم مولى معاوية قال: كان ملك هذه المدينة -يعنى دمشق- هداد بن هداد، وكان قد زوج ابنه بابنة أخيه أريل ملكة صيدا وقد كان من جملة أملاكها سوق الملوك بدمشق وهو الصاغة العتيقة قال: وكان قد حلف بطلاقها ثلاثًا. ثم إنه أراد مراجعتها فاستفتى يحيى بن زكريا فقال: لا تحل لك حتى تنكح زوجا غيرك فحقدت عليه وطلبت من الملك رأس يحيى بن زكريا وذلك بإشارة أمها فأبى عليها ثم أجابها إلى ذلك وبعث إليه وهو قائم يصلى بمسجد جيرون من أتاه برأسه فى صينية فجعل الرأس يقول له: لا تحل له لا تحل له حتى تنكح زوجًا غيره فأخذت المرأة الطبق فحملته على رأسها وأتت به أمها وهو يقول كذلك فلما تمثلت بين يدى أمها خسف بها إلى قدميها ثم إلى حقويها (وسطها) وجعلت أمها تولول والجوارى يصرخن ويلطمن وجوههن ثم خسف بها إلى منكبيها فأمرت أمها السياف أن يضرب عنقها لتتسلى برأسها ففعلت فلفظت الأرض جثتها عند ذلك ووقعوا فى الذل والفناء. ولم يزل دم يحيى عليه السلام
* قتل زكريا عليه السلام *
وقد اختلفت الرواية عن وهب بن منبه هل مات زكريا عليه السلام موتًا أو قتل قتلاً على روايتين. فروى عبد المنعم بن إدريس بن سنان عن أبيه عن وهب بن منبه أنه قال: هرب من قومه فدخل شجرة فجاءوا فوضعوا المنشار عليها، فلما وصل المنشار إلى أضلاعه أنَّ فأوحى الله تعالى إليه: لئن لم يسكن أنينك لأقلبن الأرض ومن عليها، فسكن أنينه حتى قطع باثنتين. وقد روى هذا فى حديث مرفوع سنورده بعد إن شاء الله تعالى. وروى إسحاق بن بشر عن إدريس بن سنان عن وهب أنه قال: الذى انصدعت له الشجرة هو (شعيا) فأما زكريا فمات موتًا. والله أعلم[/size][/center]